المعنى بداخل العبث..

الأرنب المستعجل دائما
رغم أن أحداث القصة عبثية إلى حد كبير، وتبدو في ظاهرها كشيء صنع للتسلية فقط لا غير، إلا أن "لويس كارول" نجح في تضمينها الكثير من المعاني والرموز التي يمكن قراءتها بطرق شتى. فالقصة تحتوي على كثير من المواعظ الأخلاقية للأطفال والموضوعة بطريقة غير مباشرة، وهناك أيضاً الكثير من الآراء السياسية، خاصة في قصة (عبر المرآة). وتحتوي القصة أيضاً على كثير من الألعاب اللفظية، والألغاز الحسابية، والقضايا الاجتماعية، والإشارات الدينية.


هل أتت القصة العجيبة لـ"أليس" من تهيؤات الأفيون؟

يعتقد بعض النقاد أن "لويس كارول" قام بتأليف القصة نتيجة لتأثير تعاطي الأفيون، ففي العصر الفيكتوري الذي عاش فيه الكاتب، كان من الشائع استخدام الأفيون كمنشط للعقل، ويبدو تأثير الأفيون واضحاً في بعض أحداث القصة، مثل انكماش حجم "أليس" ثم تضخمها، وهناك أيضاً اليرقة التي تدخن النارجيلة والتي ربما كانت إشارة إلى كون الكاتب من مدخني الأفيون. تبدأ الأحداث الغريبة أيضا بعد قيام "أليس" بشرب الزجاجة أو تناول الكعكة أو قطعة المشروم، مما يمكن اعتباره إشارة أخرى للتعاطي.

ويقول معارضو هذه النظرية إن قصة كهذه لا يمكن أن تخرج من عقل مشوش بالأفيون، وإنما من عقل شخص عبقري، خاصة وأنها تحمل الكثير من المعاني المخفية داخل الأحداث والشخصيات.