هناك أعمال فنية تصدر لتغيِّر شيئاً ما في هذا العالم. أعمال تتغلغل في الوجدان الجمعي للبشر بحيث تصير جزءاً من هذه الحياة كالظواهر الجوية والحقائق الجغرافية. قصة "أليس" من هذه الأعمال.
و(أليس في بلاد العجائب) هي رواية من تأليف الكاتب الإنجليزي "لويس كارول"، نشرت لأول مرة عام 1865، وهي تحكي قصة "أليس" التي سقطت في جحر أرنب لتجد نفسها في عالم فانتازي، تسكنه كائنات عجيبة، هو عالم بلاد العجائب. لاقت القصة شعبية هائلة من الأطفال والكبار على السواء. وقد كان الكتاب ملهِماً لعشرات من الأعمال الفنية الأخرى.
رحلة القارب
قبل نشر قصة "أليس" بثلاث سنوات، كان المُبَجَّل "تشارلز لوتويدج دوجسون" -الذي صار يُعرف فيما بعد بـ"لويس كارول"- والمُبَجَّل "روبنسون داكوورث" يقومان برحلة في قارب في نهر التايمز، ومعهما ثلاث فتيات هن بنات "هنري ليديل" نائب رئيس جامعة أكسفورد ومدير مدرسة ويستمينسر. الفتيات هن: "لورينا" (13 عاما) و"أليس" (8 سنوات) و"إيديث" (8 سنوات). خلال الرحلة حكى "لويس كارول" للفتيات قصة عن بنت اسمها "أليس" كانت تشعر بالملل فخرجت للبحث عن مغامرة. أعجبت الفتيات كثيراً بالقصة، وطلبت "أليس" من "كارول" أن يقوم بكتابة القصة لها.
استغرق "كارول" سنتين ليقوم بتنفيذ هذا الطلب، فأعطاها قصة بعنوان (مغامرات أليس تحت الأرض). ثم ظل يعمل على القصة ويضيف إليها المزيد من التفاصيل لعام آخر قبل أن يدفع بها إلى المطبعة تحت عنوان (مغامرات أليس في بلاد العجائب). طبع من الكتاب 2000 نسخة مع رسوم لـ"جون تينيل"، لكن هذه الطبعة تم إعدامها بعد ذلك بسبب اعتراض "تينيل" على جودة الطباعة، ولم يتبقَّ من هذه الطبعة سوى 23 نسخة (فيما بعد بيعت واحدة من هذه النسخ عام 1998 بمليون ونصف المليون دولار). بعد ذلك تمت طباعة نسخة أخرى في ديسمبر من نفس العام لكنها كانت تحمل رقم السنة التالية 1866.
بيعت الطبعة بالكامل في وقت قصير، وعلى الفور حازت القصة شعبية هائلة، وكانت الملكة "فيكتوريا" من أول القراء الذين اشتروا هذه الطبعة. ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف المطابع عن طباعة القصة، فقد تمت طباعة الكتاب أكثر من مائة مرة، إضافة إلى ترجمته إلى 125 لغة!
بعد (أليس في بلاد العجائب) كتب "كارول" الجزء الثاني من القصة والذي يحمل عنوان (عبر المرآة.. وماذا وجدت أليس هناك؟) عام 1871.